البابليه Admin
المساهمات : 131 تاريخ التسجيل : 27/08/2011 العمر : 32
| موضوع: هيبه الرجل بين الامس واليوم الثلاثاء أغسطس 30, 2011 2:23 am | |
| هيبة الرجل بين الأمس واليوم!!
البعض يحاول معرفة .. كيف تحول الرجل صاحب الهيبة والرأي والكلمة في مجتمعاتنا إلي كائن لا هوية له .. أو رجل ضاعت هيبته ومُحِيت كلمته .. قال البعض مثلا أن " قانون الخُلع " هو الذي جعل المرأة أكثر تحررا من قيود الرجل ولم يعد أمر تحررها في يده.. ومن ثم قويت عليه وأصبحت أقوى منه .. فضاعت هيبته!!
ولكن.... إذا كان الأمر كذلك .. فلماذا تزايدت حالات الطلاق بشكل مذهل؟ فهل قوة الرجل في تسلطته علي المرأة؟؟؟؟ وقال البعض الأخر :إن خروج المرأة للعمل واستقلالها المادي هو الذي جعلها أكثر قوة وهذا بنظرهم قيدا أخر تحررت منه المرأة.. ولكن نقول : فهل للمادة دخل في استغناء المرأة عن الرجل .؟ نحن نعلم ان البنت في بيت أبيها تكون منعمة ومكرمة .. فهل احتياجها للمادة فقط هو سبب ارتباطها بالرجل؟ بالطبع لا.. في الأصل..الرجل قيمة كبري في حياة المرأة وحياة الأسرة بكاملها إذا حافظ علي وضعه بين أسرته ..فالرجل هو الذي تخلي عن رجولته سواء من ناحية المادة التى فضله الله ورفعه بها درجة أو من ناحية الهيبة والتنازل عن كلمته ورأيه .. والتى تعتبر تنازلاً عن عقله.. لو نظرنا إلي المنهج الذي وضعه الله للرجل .. وللإنسان عموما .. سنعرف الأسباب التى حولت الرجل من سي السيد إلي سوسو.. وضاع بينهما الرجل المتوازن والذي ينبغي أن يكون!! فهل امتلاك المرأة للمال يجعلها تستغنى عن الرجل؟؟؟؟ بصراحة.. أنا شخصيا اعتبر ان الرجل (سي السيد) رجل ناقص يستكمل قوته بالقسوة المصطنعة.. والرجل (السوسو) أيضا رجل ناقص ضعيف بطبعه.. وهذا أسوأ لأن معه تضيع الأسرة لعدم صلاحيته أن يكون رباناً للسفينة.. فالمرأة في رأيي هي نائبة الرئيس .. والرجل لابد وان يكون الرئيس وصاحب الكلمة الأخيرة. ولكن علي كل حال فقد اتفقنا أن ننظر في منهج الله لنري الصورة الحقيقية للرجل ونحاول تطبيقها علي رجل اليوم.. ونشاهد كم ابتعد الرجل في الصورتين عن معنى الرجولة. فالرجل (سي السيد) كان لئيماً لأنه جعل من زوجته مجرد مسخ .. لم يحاول الارتفاع بها وحملها إلي جواره أبدا .. بل كان مكانها دوما تحت قدميه.. يعاملها معاملة الخادم ونسي أنها زوجه.. فكان هذا إهانة بالغة لكونها إنسان أولاً ثم امرأة وزوجة ثانيا.. والرجل (السوسو) أيضا رجل لئيم لأنه فرط في كرامته وجعل من نفسه فرد من الدرجة الثانية في الأسرة وانتقل من كرسي الرئاسة إلي إنسان مسكين يستحق الشفقة.. فأصبحت السفينة بهذا تحتاج إلي قائد .. وبهذا انتقل نائب الرئيس إلي رئيس وتبدلت الأدوار .. ولذلك نجد الخلل ينخر في عظام الأسرة .. فكل ميسر لما خلق له.. والبدائل دائما لا تكون كالأصل. لقد فضل الله الرجال عن النساء بما حباهم من قوة جسمانية وبما أنفقوا .. فقال تعالي: "الرجال قوامون علي النساء بما فضل الله بعضهم علي بعض وبما أنفقوا من أموالهم" (الأعراف189) .. وهنا نجد رجل اليوم قد تخلى عن الإنفاق والمسئولية .. وأصبحت يده هي السفلي.. ولقد سمعنا عن بعض الرجال أنهم استباحوا إنفاق المرأة عليه بالكامل ، وعن شاب أوهم فتاة بالحب ليستنزفها وتصرف عليه .. بينما كنا نجد رجل الأمس في أحلك الظروف يرفض أن تصرف عليه امرأة ليحتفظ بالدرجة التى وضعه الله عليها .. ولله حكمة في ذلك .. فطبيعة المرأة التي خلقها الله عليها تأنف أن ترتفع هي درجة علي زوجها .. فتزهده إذا شعرت بذلك.. وتنتقص من قدره إذا شعرت بتخاذله ونقصان نخوته. وعندما خرجت المرأة للعمل وجدنا الرجل يطالبها بشكل فج بالإنفاق علي البيت أو مشاركته في الإنفاق.. ويقول بكل عنجهية .. ما دمت سمحتُ لها بالخروج فلابد وان تدفع ثمن هذا السماح .. واعتبر عملها كمن اقتطع جزء من وقته وعليها تعويضه – مع انها مازالت تقوم بكل أمور البيت كاملة- وذلك التفكير من الرجل جعل المرأة تستهين به وتناطحه في كل كبيرة وصغيرة.. طالما هو طالبها بأن تشاركه الإنفاق وتكون نداً له .. قد يعارضني البعض ويقول : الحياة أصبحت صعبة جدا .. ولابد من مشاركة المرأة في تحمل مسئولية الإنفاق.. وهذا كلام مردود عليه.. فالمرأة مطالبة بأن تراعى الحالة المادية لزوجها .. فلا تطالبه بما يفوق طاقته .. وان تعيش علي قدر سعته.. والرجل مطالب بأن ينفق علي بيته بقدر سعته التى تعرفها المرأة قبل الزواج .. وان يتعفف في الأخذ من زوجته مهما كانت الظروف.. لتظل يده هي العليا وتظل حواء تحت جناحه .. تنظر إليه نظرة السمو والرفعة .. فهل نفهم من افتراضات البعض ان هيبة الرجل تأتى من عدم "تحرر" المرأة من قيود الرجل؟؟ - من مفهومى الدينى اعرف ان المرأة حرة بالفطرة ولا تحتاج لمن يحررها.. فهي ليست من الإيماء بل هي سيدة في هذا الكون إلي جوار الرجل .. وتلك القيود أصلا صنعها إنسان ضعيف .. لأنها تعتبر استغلالاً لوضع المرأة المادي والجسماني ..وهي مجحفة بالطبع للمرأة - وإن كان المجتمع قد أقرها – فإن الله قد كفل لها الحماية من قِبل الرجل ولم يلزمها بالإنفاق علي البيت .. بل وبرأ ذمتها المالية وجعلها مستقلة .. والعجيب أننا نري مَنْ يُرجع تراجع هيبة الرجل إلي تثقيف المرأة وتعليمها وعِلمها بحقوقها .. حتى لا تناطح الرجل فكراً بفكر وثقافة بثقافة .. ولم يعرف هؤلاء إننا لسنا في حلبة مصارعة .. بل أن الثقافة هامة للرجل والمرأة لبناء مجتمع أفضل ولكن هذه دعوة للتخلف .. فتعليم المرأة ضرورة واجبة لإعدادها كأم تبث النور في عقول أبنائها.. والحقوق مكفولة للجميع .. كما أن الواجبات فرض علي الجميع في الإسلام. ولن نلوم المرأة التى تستهين بعقلية الرجل الغافل عن تنمية عقله ولا تجد مبررا يقنعها بفكره إن كان هابطاً أو متخلفاًَ !! وبدلا من مطالبة المرأة بالعودة إلي الجهل وعدم التحضر ليكون للرجل الغلبة عليها .. لابد ان يحاول الرجل ان يسبقها دوما بدرجة ..أو علي الأقل لا يقل عن مستواها الثقافي حتى يحافظ علي احترامها له. فالمرأة لا تحترم الرجل الذي يستغلها بأي شكل من الاشكال فهل هيبة الرجل تكمن في تجهيل المرأة؟؟ وأقول للرجل الذي يهرتل ويملأ فمه بقوله ان علي الزوجة العاملة تعويضه عن الوقت المقتطع من وقته بإعطائه قدرا من مالها : هل يصح أن تعتبر المرأة الوقت الذي تذهب أنت فيه للعمل أو حتى الوقت الذي تقضيه مع أصدقاءك للهو جزءاً مقتطعا من وقتها يجب عليك تعويضها عنه مادياً؟؟ ولماذا تلومها علي عملها وأنت تعلم عندما تزوجتها أنها عاملة.. وإذا كنت تشعر بأنك لن تستطيع تحمل المسئولية كاملة.. فلماذا تطالب بحقوق تحط من قدرك أمامها؟؟ وتجعل يدك هي السفلي .. بل ونجد منْ يتبجح ويأخذ منها مرتبها عنوة أو كأنها إتاوة!! وقد كان الرجل بالأمس مترفعا عن السطو علي أموال زوجته .. وكانت الزوجة تقدر هذا الترفع فتحاول المساعدة بشكل غير مباشر .. ودون جرح مشاعره .. فالمرأة بطبيعتها إذا وجدت الرجل يتصرف بترفع ويتسم بشيم الرجال .. فإنها تحاول المحافظة علي صورته الجميلة وتفخر بكونه يرتفع عنها درجة بما ينفق.. وإذا لا قدر الله وقع في ضائقة مالية كانت هي وبكل همه أول من يقف إلي جواره. ولكي يعود الرجل إلي هيبته .. لابد وان يتحمل المسئولية كما خولها له رب العزة.. - فيكون هو الأعلى بالإنفاق .. ويعف نفسه بعدم وضع يده أسفل يد امرأته - وأن يكون مثقفاً بما يكفي لاحترام عقليته من قِبل زوجته وأولاده. - ويُعَلِم كل أفراد الأسرة الواجبات والحقوق.. ويكون هو القدوة في تحقيق التوازن الفكري والنفسي بين أفراد الأسرة. فلا يجب ان يكون الرجل "سي السيد " ذلك الذي يستغل ضعف زوجته ويستغل سلطته في إرهاب الأسرة بدلا من التفاف كل أفراد الأسرة حوله وامتلاك قلوبهم بالحب والقدوة الحسنه . ولا يكون "سوسو" ليكون أدنى فرد في الأسرة .. فتمقته زوجته وتشعر بأنه يعيش في حماها وهي المسئولة عنه .. ونعود لنسأل : لماذا تجبرت المرأة؟ فاليوم الذي كان الجبروت للرجل .. كانت المرأة تعيش في غياهب الجهل والضعف والشعور بالدنو وارتضت الهوان.. واليوم لن ننكر تجبر المرأة لأن الرجل تخلى عن مكانته وآثر الجلوس في الظل والاستكانة والرضا بالهوان. لابد ان يطور الرجل من نفسه ويكون كما أراد له الله من مكانه .. و إلا ضاع وضاعت هيبته!!
| |
|